في سماء المدينة ، يمكن ملاحظة جسمان بشريان يحلقان في السماء ، الجسم الأولى دو بنية متوسطة و رقعة عين مع شعر مبعثر ، بينما الجسم الثاني كان لطفل حاد النظرة في عمر الخامسة عشر ..
" هل سنتجه إلى المملكة المقدسة يا سيدي ؟ "
رد وانغ شو ببرود :
" نعم . هناك شيء يخصني في ذلك المكان "
المملكة المقدسة ، هي واحدة من القوى المسيطرة على هذا العالم ، إضافة إلى أرض الجمجمة و العظام ، و أرض الروح النارية ...
المملكة المقدسة تسكنها ثلاثة قوى هائلة ، معبد البرق البوذي ، طائفة التنين المقدس ، عشيرة النيازك القرمزية ..
كل واحدة من هاته القوى الثلاثة لديها نفود هائل داخل الأرض المقدسة ، لكن مع ذلك ، لا يمكن لهذه القوى الثلاثة أن تصل إلى نفود الكنيسة المقدسة و التي تعد مركز و أساس الأرض المقدسة ..
أشار لين شين تلميذ وانغ شو بيده إلى ماكن ما ، وقال :
" إن المكان هناك يا معلم "
نظر وانغ شو إتجاه المكان الذي أشار إليه تلميذه ، فلاحظ تجمعا كبيرا من الأسياد و الصاقلين ، كل واحد منهم على أهبة الإستعداد الإنطلاق إتجاه كهف غريب كان مقابلا لهم ..
عندما نزلت أقدام وانغ شو و لين شين من السماء و لمست الارض ، حدقت مجموعة من الناس فيهم بغضب شديد ..
كان هذا الحشد ينقسم تقريبا إلى أربعة مجموعات ، المجموعة الأولى التي كانت تتضمن خمسة عشر شخصا، كانوا جميعا رهبان صلع يرتدون ملابس برتقالية .
المجموعة الثانية ، كانت أفرادها يرتدون اللون القرمزي ، عددهم حوالي عشرة ، و كان كل واحد منهم ينظر لوانغ شو و تلميذه بكره شديد ..
المجموعة الثالثة ، مكونة من عشرة أشخاص يرتدون اللون الازرق السماوي ، عكس الباقين ، كانت عقولهم متزنة و لا تحمل أي نية سيئة إتجاه وانغ شو ...
المجموعة الأخيرة مكونة من أناس يرتدون دروعا معدنية مصبوغة بالأصفر المشع ، كانوا لا يبالون بقدوم وانغ شو او عدمه ، عددهم حوالي ثلاثين ، كلهم يحيطون بشاب و شابة كما لو أنهم يحرسونهم ..
في المجموعة الثانية اللتي ترتدي اللون القرمزي ، قال أحد الأعضاء لشخص يبدو اكبر سنا منه :
"سيدي ، هذان الإثنين لا يبدو انهم من الطوائف الأربعة للأرض المقدسة ، ربما هم صاقلون مستقلين ، ..هل أهتم بأمرهم ؟! "
نظر الرجل في منتصف العمر إلى تلميذه ، و رد :
" لا داعي ، سيتم قتلهم فور ما ندخل إلى الجهة الأخرى من الكهف "
رد الشاب :
" حسنا سيدي "
خرج واحد من مجموعة الرهبان الصلع التي ترتدي اللون البرتقالي وقال :
" هذا الكهف وجد في منطقة طائفتي، طائفة البرق البوذي ، و بسبب صداقتنا الطويلة معكم ، سندخل الكهف في آن واحد ، لكن من فضلكم تفادو القتل قدر الإمكان ! "
ظهر واحد من الاشخاص دو الرداء الازرق وقال :
"طائفة التنين المقدس توافق على هاته الشروط ، نحن كذلك سنتفادى أي عنف ، و نحن مستعدون للتعاون في حالة الخطر "
خرج شخص من دو الباس القرمزي وقال :
" طائفة النيازك القرمزية توافق كذلك "
لم يتحدث الاشخاص دو الدروع الصفراء ، و تجاهلوا دعوة طائفة البرق البودي لعدم القتل بكل غرور منهم ..
" حسنا فلندخل "
إنطلاق !
كان كل أفراد من هذه القوى الأربعة تسرع ناحية هذا الكهف بكل سرعتها ، و خلال ثواني ، كان كل الاشخاص دخلوا الكهف ، بينما وانغ شو و تلميذه لين شين لا يزالان في الخارج ..
قال لين شين :
" هل سندخل الكهف أيضا يا معلمي ؟ "
رد وانغ شو :
" نعم ، سنفعل .."
فكر وانغ شو في رأسه بحيرة :
" يفترض أن هذا المكان هو المكان الذي خبئ فيه أخي بن ، جسدي الأصلي ... لكن لما كل الطوائف المجاورة جاءت لهنا ؟ "
تجاهل وانغ شو هذا السؤال مأقتا ، و دخل الكهف رفقة تلميذه ..
بمجرد أن تجاوزا بوابة الكهف ، شعرو كما لو أنهما إنتقلا لمكان آخر ..
في الداخل ، كان المكان غير شبيه بالكهوف كثيرا ، بل كان أكثر شبها بأنقاض مدن تحت الأرض ، حيث كان المكان مليء المجسمات و الزخرفات في الجدران ..
تقدم وانغ شو و لين شين في طريق مستقيم واحد لمدة ،
" ما هذا الشيء الذي جأت للبحث عنه خصيصا يا معلمي "
رد وانغ شو :
" إنه شيء أحتاجه لأكتمل .. ربما ... هو جزء مفقود مني "
كان هذا الطفل لين شين مجرد شاب عادي في عائلة متوسطة في عالم الفنون القتالية ، و الان ، قد شهد أشياء لم يتخيلها أبدا ، و وجد أنه أكثر موهبة و مهارة مما كان يتخيله ، لكن مع ذلك ، لحد الآن لم يدرك السبب الذي جعل معلمه . وانغ شو . يتخده كتلميذ له ..
" ما هذا يا معلمي ؟ "
أشار الصغير لين شين أمامه ، حيث كان هناك مفترق طرق يحتوي على خمسة طرق مختلفة ، و كانت هناك ملحوظة مكتوبة في لافتة منحوثة على نوع ما من الصخور :
∆ في الطرق الخمسة ستجد مرادك
القوة
∆ إختر بحرص ، ربما تحصل على ما تشاء و ربما تجني البلاء ..
∆ ثلاثة متصلة بالنهاية ، و واحد مقدر الهلاك لمن سلكه _
كانت هذه الكلمات المنحوثة في اللافتة مبهمة للغاية ، لكن ما يمكن فهمه بالنسبة لوانغ شو ، هو أن أربعة طرق متصلة بنهاية هاته المتاهة ، و واحد من هاته الطرق يحتوي على شيء شنيع في نهايته سيسبب الهلاك لمن يسلكه ..
أفراد الطوائف الذين أتوا قبله ، غالبا ما سيختارون طريقا عشوائية ، لكن وانغ شو كان لذيه طريقتة بالفعل للوصول لمراده ..
أشار وانغ شو ألى الطريق الذي في اليسار ،. وقال :
" سنسلك هذا الطريق ! "
أومأ لين شين برأسه ، و تبع سيده الذي كان يدخل في الممر الأيسر ..
..
بينما يسلكان هذا الطريق ، كان وانغ شو يقول في نفسه :
" هذا الطريق الذي أسلكه الان ، هو بلا شك الممر الذي يقود للهلاك ..."
..
كان الطريق أمام وانغ شو و لين شين فارغا تماما من أي عقبات أو فخاخ ، كل ما كان هناك هو طريق مضلم مستمر ، و لا تظهر أي نهاية لهذا الممر ..
" هل هذا بالفعل هو الطريق الصحيح يا معلمي ؟ . أنا لا أرى أي نهاية له "
رد وانغ شو بإبتسامة ساخرة :
" لقد إخترت هذا الطريق ، لكنني لم أقل أنه هو المسلك الصحيح "
ظهرت على لين شين ملامح تفاجأ ، لكن لم يكن للخوف مكان على وجهه ، فكيف يخاف من سلوكه طريقا خاطئا بينما معلمه قادر على تدمير العوالم ؟ ..ببساطة ، لم يكن في نهاية النفق أي خطر قد يهدد سلامته بينما هو مع معلمه ..
قال لين شين سائلا :
" إذا لم يكن هذا الطريق هو الصحيح ، أيعني ذلك أننا نسلك الآن الطريق المهلك ؟ "
قال وانغ شو بإبتسامة متحمسة :
" كفاك حديثا ... لقد وصنا لنهاية النفق "
أدار لين شين رأسه للأمام ، كان هناك جبال من الجماجم و العظام ...، ربما تكون لألاف الضحايا ... أو ربما الملايين ..
كانت رائحة الدم منبعثة من هذا المكان ، و هالة الموت تحيط بكل جوانبه ..
قال لين شين بصوت مشمإز من هذا المنظر :
" هل ما تبحث عنه يوجد هنا يا معلمي ؟ "
رد وانغ شو :
" نعم ، أنا أحس أنه قريب ... فلتعزز نفسك بهالة الضلام ... المكان في الأمام ليس آمنا "